برنامج شباب من أجل حقوق الإنسان
تؤمن مؤسسة تنمية القيادات الشابة أن حقوق الإنسان هي أسلوب حياةٍ وسلوك، قبل أن تكون أنظمة وقوانين ومواثيق، وأن الحق هو حق لكل فرد في المجتمع بغض النظر عن الجنس والنوع والقبيلة والعرق والديانة، لذلك قامت خلال عام 2009م بالتوسع في التوعية بتعاليم حقوق الانسان لتضم كل محافظات الجمهورية اليمنية، من خلال تنفيذ برنامج شباب من أجل حقوق الإنسان، استمرارًا في أداء برامجها التنموية في مجال حقوق الإنسان الذي بدأت بها من خلال مركز اللغات العالمية للفتيان منذ 2003م.
وبرنامج شباب من أجل حقوق الانسان نفذ على ثلاث دفعات سنوية، ويهدف إلى تزويد قيادات يمنية شابة من جميع المحافظات بما فيها أرخبيل سقطرى، بالمعلومات والمهارات والسلوكيات اللازمة لبناء قدراتهم للعمل كناشطين ومدربين في مجال حقوق الإنسان، وتمكينهم من التعارف والتشبيك مع الآخر، واتاحة فرصة الحوار الحر الهادف وتبادل الأفكار والمعارف المختلفة مع نظرائه من بقية المحافظات، وخلق فهم مشترك لقيم حقوق الإنسان بين شباب وشابات محافظات الجمهورية اليمنية وحثهم على الالتزام بها وتطويرها واستخدامها لتكون داعمًا لهم للرقي بالمجتمع المحيط بهم وفهمه واحترامه، ونقل معارفها إلى غيرهم عن طريق انشطة المناصرة. وهذا يهدف إلى تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والمواطنة المتساوية بين الشباب اليمني، من الذكور والإناث من أجل معالجة شعورهم بالانفصال ومنع تعرضهم للتطرف والإحباط الاجتماعي، واستخدم الخبرات المتراكمة في العمل مع الشباب في جميع أنحاء اليمن في تعليم حقوق الإنسان لبناء قدرات الشباب ومنظمات المجتمع المدني لتنفيذ حملات المناصرة التي تركز على قضايا حقوق الإنسان.
ونفذ البرنامج باستخدام دليل المؤسسة التدريبي في حقوق الإنسان المعد خلال العام 2009م، والذي قام برفع معلومات الشباب في مجال حقوق الإنسان، واكساب المتدربين مهارات إعداد خطط المناصرة الفردية المتعلقة بالقضايا الحقوقية، وتعزيزهم بثقافة وهوية وصفات ونماذج حقوق الإنسان، وكذلك بآليات الأمم المتحدة في بلداننا، وبالمعاهدات الخمس، ومفهوم النوع الاجتماعي والمواطنة القائمة على حقوق الإنسان، واتفاقية سيداو، والعناصر التي تؤثر في أوضاع حقوق الإنسان بسبب التغيرات العالمية، كالعولمة والإرهاب وعلاقتهم بتعليم حقوق الإنسان، وإدراكهم أن التنمية تكون بالمشاركة المجتمعية القائمة على حقوق الإنسان.
وحقق البرنامج نجاحًا كبيرًا، حيث كانت إحدى مخرجاته تشكيل "منتدى الشباب من أجل حقوق الإنسان (YHRF)"، الذي تم تشكيله من ممثلين إقليميين لمتدربي برنامج شباب من أجل حقوق الانسان، والذي أخذ تدريبًا متقدمًا في مجال المناصرة ليكون قادرًا على الإشراف ومراقبة تنفيذ خطط المناصرة في المحافظات. وتفعيل دور YHRF في الحفاظ على الاتصال بين أعضاء المنتديات من جميع المحافظات ويمكنها كهيئة مستقلة من تصميم وتنفيذ خطة عملها مع أعضائها.
وقام المتدربون بتنفيذ حملات مناصرة حول قضايا حقوق الانسان ذات الأولوية في كل محافظة، من خلال النزول الميداني للمحافظات، منها فعالية التوعية بحقوق الأطفال في المهرة، وحملة تدريب الشباب حول مفاهيم حقوق الانسان في أبين وحملة ختان الاناث في الحديدة، وحملة أهمية تعليم الفتاة والحد من التسرب في حجة، وحملة علموني حقوقي في محافظة عدن، وحملة من أجل أطفال متمتعين بحقوقهم ومتعلمين في محافظة عمران، وورشة عمل حول "رفع وعي المجتمع بأهمية حقوق الطفل وحمايته من العنف والاستغلال" في صنعاء.
وقد ركزت أنشطة المناصرة البعدية التي قام بها المتدربون على بناء السلام والتسامح والمواطنة، بالإضافة إلى المساواة بين الجنسين كمجالات رئيسية ذات صلة بالتحديات المحلية التي تواجه الشباب، منها دورة تدريبية حول المناصرة لمنع تسرب الفتيات من مدارس محافظة عدن في مديرية المعلا، وحلقة نقاش تسرب الفتيات من التعليم في مديرية الازارق في الضالع، وظاهرة زواج الأطفال في محافظة الحديدة ( مديرية الزيدية، ومديرية الميناء )، وفعالية التعريف بحقوق الإنسان في مدينة الغيضة في المهرة، وورشة العمل الخاصة بمخاطر تسرب الفتيات من التعليم في لحج وفي محافظة ريمه ( مديرية الجعفرية) وفي مديرية خبت النويرة /عزلة بني عمارة / قرية شاكر في المحويت، وحلقة نقاش حول إشراك الشباب في صنع القرار السياسي في جامعة إب / رئاسة الجامعة، وفعالية الحد من ظاهرة النزاع المسلح في مأرب، ، ودورة تدريبية للحد من تسرب الفتيات من التعليم في محافظة صعدة، وتحت رعاية الدكتور علي حسن الأحمدي محافظ محافظة شبوة – رئيس المجلس المحلي ، ومكتب الشباب والرياضة في محافظة شبوة نفذت ندوة توعوية تثقيفية حول ((ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم)) في محافظة شبوة؛ حضرها 20 مشاركا ومشاركة من الطالبات ذوات التعليم الجامعي وبعض أولياء الأمور، وأقيمت الندوة في قاعة مكتب الشباب والرياضة، وورشة عمل للحد من ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم في قاعة المركز الوطني الثقافي للشباب في تعز.
وساهمت المنظمات المتدربة في البرنامج في تنفيذ العديد من الحملات، منها الدعوة إلى المجتمعات المهمشة المتضررة من الفيضانات، والحقوق الصحية للمجتمعات المهمشة، والدعوة إلى حقوق التعليم للأطفال المهمشين، وحقوق توظيف عمال نظافة الشوارع، وحملات المناصرة ضد حمل الأسلحة غير المنضبط، والدعوة إلى إنقاذ مدينة الحديدة من الكوارث البيئية، والدفاع عن حقوق الطلاب المعوقين، والدفاع عن حقوق السجناء، والدعوة ضد العنف المدرسي.
وقام المشاركون بالعديد من الأنشطة أثناء أداء البرنامج كالفضاء المفتوح، والنزول الميداني إلى وزارة حقوق الانسان، اتحاد نساء اليمن، مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان (hritc)، منتدى الشقائق العربي، اتحاد نساء اليمن، المدرسة الديمقراطية، ومركز اللغات العالمي للفتيات، ومركز تطوير الشباب اقتصاديًا، وتعرَّفوا خلال الزيارة على أهم أنشطة هذه المنظمات والداعمين لها والمعوقات التي تواجههم اثناء عملهم الحقوقي، وكيفية التعامل مع هذه المعوقات.
ومن ضمن الأنشطة؛ اليوم الوطني، وتم خلاله استعراض أهم ما يميز المحافظات والمدن اليمنية من الأزياء والموسيقى ووجبات الطعام والعادات والتقاليد، عبر من خلالها المتدربون عما تتمتع به محافظاتهم من تراث ومميزات، كما قدَّم المتدربون عرضًا للأزياء المعبرة عن مختلف المناطق اليمنية، كما عُرضت أفلامًا وثائقية منها: فيلم "ويبقى الأمل"، الذي تناول قضايا المساواة بين الجنسين في اليمن وناقش عددًا من قضايا النساء في نفس الوقت، كما تضمن البرنامج عرض عدد من الأفلام، كذلك نَشَاطيَّ "شجرة وسوق حقوق الإنسان" نفذهما المتدربون بعد توزيعهم الى مجموعات عمل وقد استخدموا مواهبهم المختلفة ومهاراتهم في الرسم وإعداد الأشكال التعبيرية، كما سعت المجموعات الى الترويج لأعمالها، ما ساهم في كسر الجليد بين المتدربين والتعرف أكثر على قدرات المتدربين ومهاراتهم، وخلق جو من المرح والتنافس الايجابي بين المتدربين بعد فترات التدريب الطويلة.
وضمن برنامج شباب من اجل حقوق الانسان قامت مؤسسة تنمية القيادات الشابة /مركز اللغات العالمية للفتيات بالتعاون مع منظمة ايكوتاس الكندية، بتنفيذ دورة تدريب مدربين متقدمة في مجال حقوق الانسان والذي تم فيه التدريب المكثف على الدليل التدريبي للشباب وذلك عن طريق استخدام تقنيات جديده في التدريب في مجال حقوق الانسان والمعتمد على المنهج التشاركي وتعليم الكبار ويستهدف 42 من الشاب والشابات من كل المحافظات، من عمر 20 – 30 سنه ممن لديهم خبره في مجال حقوق الانسان لا تقل عن سنتين، ويكونوا حاصلين على شهادة تدريب مدربين، ومديرة المشروع سلام الشهري. كذلك نفذت دورة تدريب الميسرين على دليل تعليم حقوق الانسان للشباب ضمن برنامج شباب من أجل حقوق الإنسان الأول.
واستفاد بشكل مباشر في الدفعة الأولى 42 مشتركا، والذي بدأ التنظيم في 2009م ونفذت في 2010م بالشراكة مع الصندوق الوطني للديمقراطية، بينما الدفعة الثانية نفذت في 2011، بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية(NED) وبالشراكة مع جمعية الأحياء الشعبية واكتسب بشكل مباشر، 39 مشاركا المهارات الكافية في مجال حقوق الإنسان في جميع المحافظات باستثناء محافظتي "أبين والجوف " لم تمثلا نهائيا بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد، بينما الدفعة الثالثة المنعقدة في 2013م أتت بدعم من مؤسسة المستقبل، واستفاد 22 متدربًا يمثلون 15 محافظة في مجال المناصرة لتكوين مجموعة من الشباب المؤهلين والمنظمات غير الحكومية في مجال حملات المناصرة والدعوة في قضايا حقوق الإنسان والمواطنة.
ولضمان استدامة الترويج والعمل على قضايا حقوق الإنسان، قام المشروع ببناء قدرات منظمات شبابية إقليمية غير حكومية في كتابة المقترحات وتعبئة المصادر باستخدام المنهجية التشاركية بحيث طورت كل منظمة غير حكومية مقترحين كان أحدهما حول المناصرة، قامت بتنفيذهما في المحافظات القاطنة فيها، وارتبطت المنظمات غير الحكومية بشركاء ومانحين مختلفين كانوا قادرين على تمويل مقترحاتهم المطورة.
واستفاد 11269 شاباً وشابة بشكل مباشر وغير مباشر من حملات المناصرة المنفذة، وازدادت معارف ومهارات 3105 شباب وشابات من 6 محافظات في مجال حقوق الإنسان.