برنامج المشاركة المدنية للشباب (إشراك الشباب في المجتمع المدني)
قامت مؤسسة تنمية القيادات الشابة، بتعزيز دور الشباب وصقل مهاراتهم لتجنب الانخراط في النزاعات، وبهذا تكون بدأت بالتوجه إلى بناء السلام من خلال خلق الفرص الاقتصادية، حيث أن اليمن تعاني من نزاعات وتختلف من فترة لأخرى، كالثارات القبلية وتنظيم القاعدة، لذلك قامت المؤسسة خلال عام 2006م، بتنفيذ برنامج المشاركة المدنية للشباب (إشراك الشباب في المجتمع المدني) الخاص ببناء السلام، في المناطق الأكثر قبلية، والأكثر انتشارا للجماعات المتطرفة، كمحافظات: الجوف، ومأرب، وشبوة..
ويهدف برنامج إشراك الشباب في المجتمع المدني من خلال: تأهيلهم للانخراط في العمل المجتمعي، وكيفية تكوين مبادرات ومنظمات مجتمعية، وبدأ انتهاج هذا النهج في خلق فرص للشباب وحمايتهم من الانخراط في النزاعات والحرب، وحققت المؤسسة نجاحا كبيرا، في صقل مهارات الشباب في هذا الجانب.
من ناحية أخرى، يوجد في اليمن مجتمع مدني شاب، لكن للأسف لم يتمكن بعد من إشراك الشباب، إذْ يواجه الشباب اليمني العديد من التحديات في عمل المجتمع المدني بسبب افتقارهم للمهارة والخبرة من جهة، وعدم الاستقلال الاقتصادي من جهة أخرى، فقررت مؤسسة تنمية القيادات الشابة (YLDF) المساعدة في حل المشكلة من خلال العمل على تكوين قادة شباب يساهمون في تنمية مجتمعهم. وذلك من خلال برنامج المشاركة المدنية للشباب ليكون أحد اسهاماتها في هذا المجال، والذي اقيم في مركز تطوير الشباب اقتصاديا التابع للمؤسسة
ويتضمن برنامج إشراك الشباب في المجتمع المدني دورات في اللغة الإنجليزية والكمبيوتر والمحاسبة وادارة الاعمال وكذلك خدمة العملاء والعلاقات العامة، ويعد برنامجًا سنويًا مكثفًا نُفذ على ثلاث دفعات، بدءًا بالدفعة الأولى خلال الفترة من نوفمبر 2006 إلى أكتوبر 2007م، والدفعة الثانية من أغسطس 2007 إلى سبتمبر 2008، ومولتا من الصندوق الكندي للتنمية، بينما الدفعة الثالثة التي نفذت خلال الفترة من نوفمبر 2008 إلى سبتمبر 2009، كانت بدعم من شركة الغاز المسال اليمنية، التي عقدت اتفاقًا مع المؤسسة يهدف إلى تدريب شبابًا مأرب وشبوة مقابل دفع الشركة رسوم الدراسة، وتكاليف السفر والسكن في صنعاء، ومن بين المستفيدين ناجي عشال مؤسس منظمة سد مأرب في 2011، الذي يعد نموذجًا لمخرجات هذا البرنامج.
وعند الانتهاء من دبلوم إشراك الشباب في المجتمع المدني، يشترط على كل مجموعة من المتدربين تقديم مقترح مشروع، وفي الدفعة الثالثة من البرنامج قدمت مجموعة مأرب المتدربة مشروع "تأهيل الشباب في العمل الطوعي" ونفذته في مأرب مقابل 2000دولار، فيما قدمت مجموعة شبوة مشروعًا ونفذته في شبوة، وبالمثل قدمت كل مجموعة من المتدربين مشروعًا ونفذته في المحافظة التي ينتمي إليها متدربو تلك المجموعة.
حينذاك، تحدث ناجي عشال:"إن مجموعتنا ضمت متدربي مأرب، وقدمنا مشروع تأهيل الشباب في العمل الطوعي ونفذناه في مأرب مقابل 2000دولار من مؤسسة تنمية القيادات الشابة وشريكها، وقمنا بتدريب مجموعة من الشباب وعددهم 60 شابًا وشابة، من ثلاث مديريات -من كل مديرية 20 شابًا وشابة، جرى تأهليهم في العمل الطوعي وخدمة المجتمع، في الوقت الذي كان العمل المجتمعي في مأرب ضعيفًا جدا، وقليل الاقبال، وكانت المنظمات التي تحاول عمل دورات توعية في أوساط المجتمع في مأرب، لا تجد اقبالاً للتعلم من قبل الشباب، فعملنا من خلال مشروعنا على تهيئة الشباب من خلال دورات توعوية في العمل الطوعي، والمجتمعي، وفريق العمل، وأهمية العمل بروح الفريق الواحد، وكان للمشروع صداه في تعزيز وعي الشباب."