مشروع قيادات نسوية من أجل السلام
لقد أثرت الحرب على المرأة اليمنية بشكل كبير، لاسيما تغيب دورها في العملية السياسية، ولتعزيز دور المرأة في المشاركة في صنع القرار، فنفذت مؤسسة تنمية القيادات الشابة الدفعة الأولى من مشروع قيادات نسوية من أجل السلام، بالشراكة مع منظمة أوكسفام وجمعية أوام الماليزية ووزارة الخارجية الهولندية، خلال الفترة من يناير 2017 م حتى ديسمبر 2018 ، لإيصال أصوات النساء اليمنيات المتضررات من الوضع الراهن على المستويين المحلي والدولي، وتمكين المرأة للوصول إلى مناصب صنع القرار وأن يكون لها دورا إيجابيا في عمليات صناعة السياسات، ونفذ في ثلاث محافظات هي صنعاء وعدن والحديدة، وبشركاء محليين فرعيين هما مؤسسة SOS في عدن ومؤسسة فتيات الحديدة.
واستهدف المشروع 40 مسؤولا حكوميا ومنظمات مجتمع مدني وناشطات شابات ومبادرات شبابية ومحامين وإعلاميين وأكاديميين وناشطات محليات وشبابًا وشابات بشكل عام، لإشراك المرأة ونشر السلام والأمن في أماكن عملهم أو تبينيها في سياساتهم المستقبلية. وتميز المشروع بتنوع مجالات تخصصه، فقد شمل دورات في بناء القدرات وجلسات كسب التأييد والمناصرة ورفع مستوى الوعي، كما تضمن المشروع أنشطة منها المسرح التفاعلي وأفلام قصيرة والبث الإذاعي، والتدريب في مجال حساسية النوع الاجتماعي في بناء السلام الذي شكل جوهر المشروع حيث تم تطويره آخذين في الاعتبار محاور النوع الاجتماعي وقرار مجلس الأمن رقم 1325 حول المرأة والأمن والسلام والسيداو وبناء السلام.
وأنتج المشروع عددا من المواد المعنية بالمناصرة بما في ذلك خمسة عشر فيلما قصيرا يناقش قضايا النساء اليمنيات في المواضيع التي تطرق إليها قرار مجلس الأمن رقم 1325 وغطت تلك الأفلام القصيرة مواضيع مثل هروب النساء من منازلهن بسبب الحرب ودور المرأة في حل النزاعات ودورها في الحوار الوطني اليمني ودورها في العمل كوسيط لتبادل وإطلاق الأسرى. كما تم عرض الأفلام القصيرة في جلسات عرض حضرها أكثر من 400 رجلٍ وامرأةٍ من أفراد المجتمع، أضف إلى ذلك جلسات المسرح التي تم عرضها لرفع مستوى الوعي لدى العامة، وحضر المسرح أكثر من 1200 مشاهد ومشاهدة.
وكانت إحدى مخرجات المشروع المحققة إنشاء منصات سلام باسم "شبكة حفيدات بلقيس" الخاصة ببناء قدرات ستين ناشطة شابة من العامة (عشرين من كل محافظة) في مواضيع النوع الاجتماعي والسلام والأمن وكذلك التخطيط الاستراتيجي والمناصرة وكتابة المقترحات. وحققت شبكة حفيدات بلقيس اعترافًا مجتمعيا من خلال الأنشطة التي نفذتها، ثم ما لبثت أن صارت مبادرة أثبتت وجودها في المجتمع، وحظيت بدعم مختلف أفراد المجتمع وصُناع القرار، كما أنها استُضيفت في عدد من المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية. وما يجعل حفيدات بلقيس فريدة بين المبادرات الأخرى هو أن شبكة التواصل هذه تضم نساءً طموحات قادمات من مستويات شعبية متعددة من محافظات وخلفيات مختلفة، وقد اتحدن تحت مظلة لها غاية مشتركة هي معالجة قضايا النساء اليمنيات.
ومن أعمال المشروع خمس أوراق سياسات تتعلق بمواضيع تدور محاورها حول المرأة، وتم تقديمها إلى مسئولين حكوميين في ست لقاءات عُقِدت لكسب التأييد والمناصرة، وعلى المستوى الدولي تم تقديم وثيقة سياسات بعنوان "مشاركة المرأة في المفاوضات السياسية" في مجلس حقوق الإنسان في جنيف في مارس عام 2018. وختاما، تحقق المشروع من الأدوات التقليدية التي يستخدمها ويثمنها المجتمع اليمي والمناطق القبلية لغرض حل النزاعات، وخصوصا تلك الأدوات التي تستخدمها المرأة المحلية لحل النزاع وعلاوة على ذلك، تم إجراء دراسة بعنوان "الأدوات التقليدية اليمنية".
ونفذت مؤسسة تنمية القيادات الشابة مشروع "القيادة النسائية من أجل السلام في اليمن - المرحلة الثانية "بالشراكة مع أوكسفام جي بي بهدف ضمان بناء سلام شامل ومراعي لمنظور النوع الاجتماعي من خلال مجتمع مدني معزز وفعال ومبادرات مجتمعية وذلك ابتداءً من أكتوبر2020 في كلِ من صنعاء وعدن والحديدة، وقد شكل إجمالي المستفيدين 24 من أعضاء المبادرات الشبابية (8 ذكور – 16 إناث)، و20 فتاة من شبكة حفيدات بلقيس.