مشروع تطوير التلمذة المهنية غير النظامية
إن الشباب في اليمن يواجهون عددا من التحديات بسبب الحرب المتطاولة في البلاد، وما نتج عنها من ارتفاع لمؤشر البطالة وشحة في فرص العمل، وفي إطار ذلك استمرت مؤسسة تنمية القيادات الشابة في أداء برامجها الخاصة بالتمكين الاقتصادي التي بدأت بها منذ 2006م، حيث نفذت مشروع تطوير التلمذة المهنية غير النظامية، بالشراكة مع منظمة العمل الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية )أوتشا(، وذلك لمساعدة الشباب للتغلب على بعض تلك التحديات عبر فرص تتمثل في اكتساب حرفة يزيد الطلب عليها في السوق، ورفع مستوى التلمذة المهنية غير النظامية في المجتمعات اليمنية والدفاع عن حقوق العمال من خلال زيادة قدرة الجهات الفاعلة المحلية وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الانتعاش الاقتصادي في المجتمعات، وقد صادقت عليه وزارة التعليم الفني والتدريب المهني،
ونفذت المرحلة الأولى للبرنامج خلال الفترة من يوليو 2017 حتى مايو 2018 في كل من محافظة )حجة - عبس ،الحديدة - باجل، لحج – تُبنَ ،أبين - زنجبار(، وحصل خلالها 230 متتلمذا ومتتلمذة على تدريبات حول أساسيات الصحة والسلامة المهنية وحقوق العاملين والمهارات الحياتية والتحقوا في مجالات التطبيق العملي لرفع القدرات المهنية في مكان العمل لمدة تتراوح بين شهرين إلى ستة أشهر، وتضمنت الأولويات المهنية الخمسة على : ميكانيكا السيارات والسمكرة والدهان واللحام والأشغال المعدنية والخياطة والتفصيل وأنظمة الطاقة الشمسية، وتلقى أكثر من 112 معلمًا ومعلمة تدريبا في محور العملية التدريبية، وأخيرا ، خضع المتتلمذون الشباب لدورة في ريادة الأعمال وتم تزويد الخريجين، بأدوات أساسية لتمكينهم من بدء أعمالهم الخاصة بهم.
ونفذت مؤسسة تنمية القيادات الشابة المرحلة الثانية خلال الفترة من يوليو2018 حتى مايو 2019م، في كلٍ من محافظات: عدن ولحج وصنعاء، بإجمالي12 مديرية، واستفاد منها 159 متتلمذا مهنيا و 139 معلما حرفيا إضافيا في أربع تخصصات مهنية مختلفة تم إتاحتها.
والمؤسسة فخورة أن نسبة % 50 من متتلمذي المرحلة الأولى و% 70 من متتلمذي المرحلة الثانية في محافظة صنعاء قد صاروا جزءًا من الدورة الاقتصادية، واستهلوا أعمالاً خاصة بهم، لذلك نفذت المؤسسة المرحلة الثالثة للمشروع في عام 2019 بالشراكة مع منظمة العمل الدولي وبدعم من الاتحاد الاوربي، وساعد البرنامج في تأهيل 320 شابا و شابة آخرين من ثلاث محافظات يمنية، هي صنعاء وعدن ولحج، وذلك من خلال التدريب في مواقع العمل وباعتماد منهجية التدريب القائم على الكفايات المهنية في صناعة الحلويات وإصلاح الدراجات النارية وصيانة الموبايل والتجميل.
وتحدثت إحدى المشاركات في البرنامج "كنت فتاة خجولة للغاية أعيل طفلين بعد وفاة زوجي، وليس لدي القدرة على التعبير عن نفسي أو رفع صوتي حتى عندما أكون في الحاجة لذلك، ولم يزودني هذا البرنامج بوظيفة ودخل مستدامين فحسب، بل أثر أيضا على شخصيتي وساعدني في رفع صوتي والتحدث لأكون شخص أقوى في مواجهة كل أمور الحياة الصعبة خلال هذه الحرب".