أثبتت المرحلة الانتقالية في اليمن أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع اليمني كشريك أساسي في عملية التنمية في اليمن إلى المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاص، بالمقابل تفتقر منظمات المجتمع المدني إلى المهارات والقدرات الفنية والمادية الأساسية التي تؤهلها لتلعب هذا الدور التنموي في اليمن و لترتقي إلى  معايير الجودة للخدمات المقدمة والشفافية في الممارسات والسياسات الإدارية  المنفذة والتي تمهد الطريق للعاملين والموظفين لفهم أدوارهم الجماعية والفردية والمسؤوليات وجهاً لوجه مع إدارة البرامج والتنمية المؤسسية،  مما يتيح لجميع العالمين التركيز على الهدف الأكبر وهو هدف المنظمة، وتمكين المنظمات الحكومية وغير الحكومية من القيام بمهامها التي وجدت من أجلها على أكمل وجه.

كما ينبغي بناء صورة تكاملية لدى أفراد منظمات المجتمع المدني عن طريق الدراية بكافة المجالات المعنية بالتنمية التنظيمية داخل منظماتهم. ولما لهذا الدور الذي تلعبه مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني اتخذت مؤسسة تنمية القيادات الشابة في عام 2011 قرار استراتيجيا ووضعته ضمن أهدافها الاستراتيجية بعدم فتح أي فرع للمؤسسة في محافظات الجمهورية الأخرى والعمل ضمن شركات مع مؤسسات ومنظمات محلية. وتعمل مؤسسة تنمية القيادات الشابة منذ 2011 على بناء قدرات منظمات المجتمع المدني الشركاء أو المستهدفات من برامجها لما يضمن استمرارية مخرجات برامج المؤسسة او أي منظمة أخرى في نفس المنطقة ويضمن الوصول لفئات مستهدفة واسعة النطاق في هذه المناطق.

 وتعاملت مؤسسة تنمية القيادات الشابة مع مشروع استجابة ومنظمة الشراكة الدولية في برامج التعزيز المؤسسي وبناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني منذ عام 2010 كمستفيدة من هذا البرنامج. ومرت المؤسسة بجميع مراحل التعزيز المؤسسي وبناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني في مرحلتي التدريب الأساسي والتدريب المتقدم، ومنذ عام 2012، تم اختيار YLDF من قبل RGP كواحدة من المنظمات غير الحكومية التي تلقت التدريب الأساسي والتدريب المتقدم والعمل للحصول على شهادة ISO-9001.

 وفي 2014 نفذت المؤسسة الدفعة الأولى من مشروع التعزيز المؤسسي بالشراكة مع مشروع استجابة في مرحلة التقييم المؤسسي لعدد 6 منظمات مجتمع مدني في صنعاء وعدن، لتعزيز العمل التشاركي وتبادل الخبرات بين منظمات المجتمع المدني باعتبارها واحدة من مسؤوليات منظمات المجتمع المدني المتقدمة نحو منظمات المجتمع المدني الأخرى الاقل خبرة ولضمان استمرارية وجودة مخرجات برامج وأنشطة مؤسسات المجتمع المدني، ونفذت المؤسسة الدفعة الثانية من المشروع خلال الفترة من يناير إلى أبريل  2015م، بدعم من منظمة الشراكة الدولية ضمن برنامج استجابة، وذلك ببناء قدرات 30 منظمة ناشئة من منظمات المجتمع المدني في المناطق الريفية للمشاركة بفعالية خلال عملية الانتقال الوطنية وما بعدها، وإكساب المشاركين من منظمات المجتمع المدني المهارات والخبرات في المواد التدريبية.

وتعتمد عملية التقييم المؤسسي في برنامج التعزيز المؤسسي وبناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني الذي يتبناه مشروع استجابة،  على خمس مراحل، تبدأ بإجراء تقييم مؤسسي أولي يتضمن مراجعة للأدلة المالية والإدارية ومقابلة للموظفين في المنظمات، ثم يتم اعطاء درجات للمنظمات بناءً على أساس الحكم والإدارة الاستراتيجية، الاستدامة المالية، العلاقات الخارجية، إدارة البرامج ومراقبة الجودة، الموارد البشرية والمادية، والمحاسبة والإدارة المالية، بعد ذلك تقوم المنظمات باستخدام التقييم الاولي لتحدد البنود الأولوية في خطة عمل يتم تنفيذها بهدف تحديث وتطوير السياسات والإجراءات المالية والإدارية تماشياً مع تعديل الأدلة المالية والإدارية، وأخيراً فإن المنظمات تقيم مرة أخرى تقييمًا نهائيًا لمعرفة التقدم الذي أحرزته بحلول نهاية العام.

وتعتمد مرحلة التقييم المؤسسي من مشروع التعزيز المؤسسي وبناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني، على دليل التعزيز المؤسسي والذي يعد عملية تقدير احتياجات التعزيز المؤسسي والخطط التنفيذية الخاصة ببرنامج التعزيز المؤسسي وبناء القدرات لمنظمات المجتمع المدني في مشروع استجابة، الذي يسعى من خلال إتباع هذه العملية إلى التثبت من المعايير البرمجية والإدارية التي تضمن سير المنظمات في إطار قانوني مستقل وفعال وذو خطة للاستدامة. ولتحقيق هذه الأهداف المرسومة تم تقييم منظمات المجتمع المدني باستخدام دليل التعزيز المؤسسي وفي الإطار العام للاستدامة الذي تتبناه منظمة الكاونتربارت في المجالات التالي: الحكم والإدارة الاستراتيجية، الاستدامة المالية (تحقيق استمرارية الدعم المالي)، العلاقات الخارجية والتواصل، إدارة البرامج وعملية ضبط الجودة، الموارد البشرية والمادية، الحسابات والإدارة المالية.

ومن المنظمات التي تم تقييمها وعمل خطة التطوير المؤسسي، منتدى صانع الحياة، رنين اليمن، مؤسسة برامج تنمية الثقافة (CDPF، التحالف الوطني للأمومة الآمنة)، مركز SOS لتنمية الشبابومؤسسة وجود  للأمن الإنساني.