منى باغريب: إدارة المياه وتمكين المجتمعات
منى باغريب، شابة تبلغ من العمر 27 عامًا، من أسرة بسيطة، تعمل كمتطوعة في الصحة المجتمعية في احدى المراكز الصحية في مديرية حورة محافظة حضرموت، ُعرفت منى بشعورها الدائم بالمسؤولية الكبيرة تجاه نساء قريتها، ساعية للعثور على طرق تعود بالفائدة عليهن وعلى المجتمع، لم يكن لدى منى الكثير لتقدمه لهن في البداية، إلا أنها طمحت للتعلم وتطوير مهاراتها.
امتلكت منى شعبية كبيرة بين النساء اللاتي تعمل لأجلهن وتسعى جاهدة لمساعدتهن، عملها المتقن وتفانيها سلط الأضواء عليها مما كان سبب في اختيارها أن تكون عضوة في جمعية النهضة للمياه ، وبنا ًء على ذلك، اختارتها الجمعية لكي تصبح واحدة من متدربات الحوكمة الإدارية والمالية لجمعيات المياه ومجال النقد مقابل العمل في شهر فبراير من عام 2024م، ضمن مشروع دعم سبل العيش للزراعة والري الذي تنفذه منظمة القيادات الشابة في حضرموت في مديريتي حورة ووادي العين بدعم من الحكومة الهولندية وبالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والذي يهدف الى تعزيز نظم إدارة مياه الري الزراعية العالية الكفاءة كبديل لأزمة استدامة المياه في المناطق المستهدفة.
منغمسة في برنامج التدريب، ازدهرت منى لتصبح قائدة واثقة، تعلمت فن الاتصال الفعال وإدارة النزاعات وتمكين المجتمع، أصبحت مهارات منى المكتشفة حديثًا حاف ًزا لمساعيها المستقبلية، حيث تقول:" تعلمت من التدريب كيفية التحدث بوضوح والشفافية في العمل وكيفية إدارة النزاعات والتمكين المجتمعي" مدركة ومؤمنة أن تمكين المرأة، التي لعبت دو ًرا حيويًا في الأمن الغذائي، سيكون المفتاح لتغيير علاقة مجتمعها بالمياه.
خرجت منى من البرنامج التدريبي كقائدة متمكنة، وجاهزة لإحداث تأثير ملموس، اليوم أصبحت هي المسؤولة عن شؤون المرأة في جمعية النهضة وهي من يقوم بالإشراف على 42من النساء اللواتي يعملن في مشروع النقد مقابل العمل، وتقوم بتعبئة كشوفاتهن ومناقشتهن حول استفساراتهن، متطلعة الى جعل دور المرأة أكثر توسع وان يكون لها النصيب الأكبر في معرفة نشاط الجمعية وادارتها والمشاركة في التوعية حول الحلول المستدامة لإدارة المياه بشكل أفضل.
تقول منى: " أتمنى لمثل هذه المشاريع ان تستمر وان تتوسع الى القرى المجاورة "، فالقيام بمثل هذه المشاريع هو ما يفعل دور المرأة في مجال حل النزاعات المجتمعية خاصة وان النساء تشكل نسبة لا يستهان بها في مجال الزراعة والتوعية فيما يخص حلول الاستدامة والتخفيف من صراع الموارد الذي يحصل في معظم المناطق التي تعاني المجتمعات من شحتها، وهذا ما يجعلها تعيش مخاوف الجفاف وانعدام المياه.