اسحب

قصص ملهمة

شذى تريدُ أن تقول شيئاً

شذى تريدُ أن تقول شيئاً

 

أن تترك عملك في وضع كالذي تعيشه البلاد الآن هو مخاطرة بكل شيء، لكن الحلم والإيمان به يحتاج إلى تضحية، والتضحيةُ من أجل حُلمها ومن أجل الوصول إليه هو بالفعل ما قامت به شذى التُوَيّ.

شذى موظفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، لكنها تركت العمل للالتحاق ببرنامج " الإبداع من أجل العدالة الاجتماعية" الذي يهدف إلى زيادة الوعي لدى المجتمعات المحلية بقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال الفن والإبداع، والذي نفذته مؤسسة تنمية القيادات الشابة بدعم من السفارة الهولندية في اليمن في الفترة من نوفمبر 2017 إلى أكتوبر 2018. وبمجرد أن عرفت عن البرنامج من خلال صفحة المؤسسة في الفيس بوك اتخذت قرارها الجريء بمتابعة حلمها وشغفها بالرسم، شغفٌ قديم كَبُرَت شذى وظلَّ يَكبُرَ معها.

كان البرنامج بالنسبة لها فُرصة لا يمكن تعويضها وذلك لتجمع 45 مبدعاً ومبدعة في مجالات (الرسم،الشعر، والغناء) تحت سقفٍ واحد، وبيئةً خصبةً لتلاقي الأفكار وتكامُلِها، خلق لها فرصةً جديدة لمتابعة حلمها، فقد كانت تعاني كما تقول: "زادت صُعوبة الحصول على ألوان وأدوات الرسم مع الحرب فالألوان المتوفرة في الأسواق تَلِفت بسبب سوءِ التخزين، وعدم استيراد التجار لألوان جديدة إضافةً إلى تكلفتها الباهظة والتي تشكل عائقاً كبيراً لها". وبمجرد التحاقها بالبرنامج بدأت شذى بتطوير مهاراتها في الرسم بإشراف مدربين ذوي خبرة كبيرة ، وواصلت إثراء حصيلتها الفنية واختلاطها مع مجموعة من الفنانين والمبدعين على اختلاف مستوياتهم المعرفية وخوض النقاشات المتعمقة معهم والمشاركة في النزولات الميدانية، وإعداد الأبحاث عن قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومِن ثَمَّ ترجمة كل هذه المعطيات إلى لوحات فنية، كل هذه الأنشطة والمعارف أسهمت وبشكل كبير في توسيع مداركها إلى جانب توسيع شبكة علاقاتها في الوسط الفني، تقول شذى "قبل البرنامج لم أكن أمتلك الحس القيادي الذي امتلكه الان، كانت أعمالي السابقة مجرد رسومات دون رسالة تذكر، غير البرنامج من طريقة تفكيري في أن الرسم بإمكانه إيصال رسالة سامية تعكس هموم المجتمع وتتلمس معانتهم، رسوماتي أصبح لديها روح جديدة "

انطلقت شذى بمجرد انتهائها من البرنامج التدريبي بخطىً أكثر ثباتاً نحو النجاح، فقد شاركت في مسابقة "أصوات الشباب" الدولية التي نظمتها اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتفوز لوحتها من ضمن أفضل سبع لوحات، وتم نشرها في كتاب يتبع المسابقة، وأقامت العديد من المعارض على مستوى العالم في دول كماليزيا وبريطانيا ومصر إلى جانب عملها حالياً على رسم سلسلة لوحات عن النازحين والنازحات وقضايا تهتم بالمرأة والطفولة والمحتجزين والمخفيين قسراً وغيرها، يشغل الفن واشتغالها بالقضايا التي تؤمن بها وتعمل على تجسيدها في أعمالها كل وقتها، فهي متفرغة فقط لمواصلة شغفها القديم في الرسم لكنه شغف موجه فقد أصبح أهلها الآن وكل من حولها حين يروا مستوى التحول في لوحاتها يقول: الآن شذى تريد أن تقول شيء بلوحاتها وتريد أن توصل رسالة وتعبر عن قضية، إلى جانب أن الفن أصبح مصدر دخل لها، فقد باعت العديد من اللوحات ورسمت لوحات أخرى لمجلات إلكترونية تعبرعن قضايا مختلفة.

تقول شذى " إذا وجدتم فرصة للالتحاق ببرامج تعزز مهاراتكم ومواهبكم لا تترددوا أبداً فهي بداية ستغير حياتكم بشكل جذري"

*( الصورة تتبع مؤسسة البيسمنت الثقافية)