أسماء محمد، وتطور حياتها المهنية
لم تكن تدرك أسماء ذات التاسعة عشر من عمرها أنها ستجد نفسها مطلقة و أم لطفلة بعمر الخامسة و معيلة لأمها و أختها بعد و فاة والدها، لقد وجدت نفسها في طريق الكفاح و الصبر فجأة و لم تستسلم .. و بدأت تتعلم الخياطة لتخيط للنساء الأرواب و تبيع لهن الاكسسوارات، تتنقل لأماكن تجمعاتهن و تتحمل لقب (الدلالة) و الوجع يرافقها وهن ينظرن الى بضاعتها أنها دون الجودة كما هو حال معظم الدلالات .
لكن العزيمة كانت أكبر من وجعها، حيث تعرفت أسماء على برنامج تظافر عبر أخيها و جارها بينما كان فريق البرنامج يبحث عن مطلقات و أرملات لضمهن فيه، قررت أسماء أن تنضم لبرنامج تظافر و كلها أمل أن تطور مهارتها في الخياطة و تستخدم آلات حديثة تمكنها من بيع بضاعة أفضل ..
برنامج تظافر الذي تقدمه مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف و الذي يهدف الى تعزيز أهمية السن الآمن للزواج ويقوم بتمكين الفتيات اليافعات و تزويدهن بالمعارف والمهارات الحياتية والاجتماعية والدعم الاقتصادي والحصول على الخدمات ، كان له الفضل في تطوير مهارة أسماء من الجانب المادي و الشخصي و العائلي حيث انتقلت من خياطة الأرواب الى خياطة الفساتين التي تصل احيانا الى 30 فستان. و استطاعت بعدها ان تشتري لوحا شمسيا مخصص للخياطة فقط . و توسع عملها ليشمل أيضا خياطة الزي المدرسي بكميات كبيرة و زي الحفلات في المدارس. و بالتالي تمكنت اسماء من تلبية احتياجات بيتها و ابنتها الوحيدة التي انتقلت من العيش مع والدها للعيش معها.
أسماء تحولت من فتاة تتحمل ضعفها لتجد لقمة العيش الى فتاة مليئة بالقوة و المهارة و القدرة على تحمل مسؤولية نفسها و عائلتها و تطمح لتطوير نفسها أكثر ... برنامج تظافر أيضا ساعدها على هزيمة الخوف بداخلها و أصبحت قادرة أكثر على مواجهة المجتمع بنجاحها ...
مهما وقفت في وجوهنا حواجز الخوف و العجز و قلة الحيلة ، هناك دائما منافذ تغير حياتنا و نخرج عبرها بقوة و مهارة و ألف و سيلة للعيش .. تماما مثل أسماء و برنامج تظافر .