دافع للإستمرار بحب البن
كان علي الخالدي (68 عام) يرتدي زيه التقليدي ويضع على رأسه خوذة بلاستيكية صفراء عندما قال موجها كلامه لخمسة عمال يتصببون عرقا داخل حفرة مربعة بعمق 6 امتار وعرض 10 امتار: "صحيح أنتم تقومون بعمل جبار لن ينساه لكم أحد، لكن لو كنت في عمركم لكان هذا الخزان مليء بالماء الآن". بين حقلين ممتلئين بأشجار البن المرتصة في طوابير منتظمة تحت ظل أشجار الطنب العالية والموزع بشكل عشوائي على الأطراف وقف الخالدي يوجه العمال الذين كانوا قد أنتهوا قبل أيام من بناء جدران الخزان ويقومون بطلاءها بالأسمنت.
منذ القدم عرفت اليمن على مستوى واسع وأرتبطت باشياء عديدة. في فترة ما كانت البلد الذي يصدر أجود أنواع البن، وفي المجمل لا يوجد منتج زراعي يمني يظاهي في شهرته وجودته ثمار تلك الشجرة الخجولة التي تحتاج للظل ولمستوى مستقر من المياه لكي تتوهج وتجود كيفا وأبتسامة لمن يعتنون بها. وعلى الرغم من أن الوضع قد تغير منذ زمن بعيد ولم يعد لشجرة البن تلك الحضوة عند اليمني الذي خانته متغيرات كثيرة منها الطقس إلا أنها حافظت على سمعتها وفي بعض المناطق على تواجدها كما هو الحال في عدد من وديان مديرية ضوران آنس، الإ أنه تواجد يواجه المزيد من المخاطر بإستمرار.
أشتهرت بني فضل في ضوران آنس بأنها من أفضل المناطق المنتجة للبن، هذه السمعة خلقت بعض من الإرتباط الوجداني بين أهالي المنطقة والشجرة التي لم يتعلقوا بأخرى مثلها، وهي نتيجة لذلك لا تزال منتشرة في وديانهم ومدرجاتهم الزراعية على الرغم من الظروف المحيطة لم تعد تحفزهم ليولوها إهتمام كافي يجعلها تنتج كمية كافية لتصديرها للأسواق خارج نطاق المديرية أو المحافظة.
"تدهورت زراعة البن بسبب شحة المياه، ولأن المزارع وحده غير قادر أن يقدم مساهمة لحل هذه المشكلة بسبب الوضع المتردي" يقول علي الخالدي أحد أهالي المنطقة والذي يمتلك عدد من مزارع البن هناك. قديما كانت المياه كثيرة "وكان هناك سدود بناءها اجدادنا من الحجر والطين والقضاض" يضيف الخالدي "لكن تلك السدود تدهورت وأنتهت بتقادم الزمن والمزارع ليس في وضع يسمح له باعادتها".
قبل 40 عام كما يتذكر الخالدي كان الوضع أفضل، وإلى جانب أن بعض السدود كانت لا تزال تؤدي الغرض كانت مصادر المياه أكثر، إلا أن الوضع ساء بمرور الأيام والسنين، ووصل حد أن هناك منبع واحد للمياه لا يتم استغلاله بكفاءة نتيجة قلة الإمكانات.
"هذا التدخل مهم وفي محله" يقول الخالدي عن الخزان الذي يتم تنفيذه ضمن أنشطة مشروع النقد مقابل العمل "سيعمل على احتواء مياه الغيل التي لا نستفيد منها، وسيحسن حياة أسر 1000 مزارع على الأقل، كما سيعطينا الدافع للإستمرار بالتمسك بحب البن".