مهمة طارئة بين الجبال والوديان في ذمار
حول بركتين متلاطقتين بدخل كل منهما الكثير من الأوساخ والقليل من الماء الذي تحول لونه إلى الأخضر الداكن بفعل ترسبه منذ وقت طويل على الأغلب، يبدو مشهد حشود النساء والأطفال المليء بالألوان كما لو ان كرنفالا من نوع ما يقام هنا. إذا كنت غريبا وتنظر من بعيد إقترب أكثر وستعرف مظهرا آخر من مظاهر الأزمة الإنسانية في اليمن.
اطفالا ونساء بعضهم واقف والبعض الاخر يفترش الأرض وجميعهم لديهم جالونات سعة 20 ليتر فارغة، ينتظرون دورهم للوصول إلى منبع الماء الوحيد الذي يغذي القرية. في حين يقضي أغلب أطفال العالم وقتهم في المدرسة أو اللهو والترفيه هناك مهمة ثالثة يقوم بها أطفال قرية مذاب بعزلة الجبل التابعة لمديرية ضوران آنس. وهنا -كما في أماكن كثيرة في اليمن- يتشارك جميع أفراد الأسرة "عناء" النجاة من أسوأ ازمة إنسانية حول العالم.
منذ سنوات كان حال منبع مياه القرية الوحيد المتهالك والمفتقر لأدنى معايير النظافة هو الشيء الوحيد الذي لم يدخل جدول اعمال الأهالي الذين واجهوا الكثير من الصعوبات مثل انجراف اراضيهم الزراعية بفعل السيول وتغلبوا عليها، إلا أن مشكلة منبع المياه هذا كانت بحاجة لتدخل أكبر من قدرتهم المتواضعة.
"هذا المنبع قديم وبمرور الزمن كان وضعه يتدهور أكثر، وشعرنا بالعجز إذ لم يكن بأيدينا فعل شيء وخاصة في وضع كهذا، لكن الوضع على وشك أن يتغير بفعل تدخل مؤسسة تنمية القيادات الشابة ومنظمة الأمم المتحدة للزراعة" يقول محمد أحد سكان قرية مذاب الذي يعمل أيضا ضمن فريق من أهالي القرية وظفتهم مؤسسة تنمية القيادات الشابة بالأجر اليوم ضمن مشروع النقد مقابل العمل الهادف لإيجاد حلول مستدامة ترفع من قدرة المجتمعات المحلية على الصمود خلال الأزمة.