عودة الأمل
يظن كل الشباب أن بعد الجامعة ستكون الوظائف متوفرة وأنهم سيقبلون فور تقديمهم لطلب الوظيفة، وكنت أحد هؤلاء الشباب، أنا محمد الشرجبي خريج IT وشاب متحمس جداُ للحصول على وظيفة، كوني كنت أرى نفسي شاب مؤهل فقد حصلت على مـعدل 85%، وعندي لغة إنجليزية، والعديد من الدورات المتنوعة في الحاسوب، وحماسي هذا ادخلني إلى سوق العمل بتسرع، وبدون تخطيط مسبق، فصدمت! "لأن في سوق العمل الناس تبحث على المهارات الوظيفية، والحياتية، وليس الشهادة "
بحثت كثيرا، ولكن دون جدوى، وكنت كلما أقدم لأي شركة أصل إلى المقابلة فلا يتم التواصل بي، كانت المقابلة بالنسبة لي عائق أرهب تجاوزه، فصدف الحظ معي وقبلت في إحدى الشركات وكنت أعمل مبرمج بلغة c# فترتين،وبراتب ضئيل جدا عملت في هذه الوظيفة من أجل كسب الخبرة لكنني لم أستفد شيئا بل كانت هذه الوظيفة مرهقة كثر من كونها تفيدني لذا تركتها وبدأت أبحث من جديد, وكنت دائما أردد " لا يأس مع الحياة " ولكن أصبح الأمر أصعب مما كنت أتخيل، لم أكن أعرف ما العائق أمامي ؟! برغم أنني حاولت كتابة الcv بطرق مختلفة وسلمته يدا بيد، ولكن دون جدوى.
سئمت الخروج والبحث عن عمل فبدأت ألتزم الإنترنت كونه أفضل من بحثي، فقرأت منشور عن برنامج SOLVE الذي تقيمه مؤسسة القيادات الشابة بدعم من منظمة ميرسي كورب فقدمت في البرنامج بعد أن أحسست بصيص أمل عاد إليّ، فقدمت، وكنت محظوظا عندما تم قبولي فيه
دخلت البرنامج وأنا مشتت الفكر وغير محدد لأهدافي متأملا الكثير من البرنامج حيث "أعد نفسي محظوظا لأنني التحقت بالبرنامج"، فلم يخب أملي بل استفدت أكثر مما كنت أتوقع، أول ما تعلمته هو كيفية مواجهة التحديات،وكانت من أكبر تحدياتي هي المقابلة والصياغة الصحيحة للcv، وما طورني أكثر هي الدروس النظرية التي طبقتها على أرض الواقع، الدروس الذي كنت بأمس الحاجة لتطويرها، وكان تعلمي للمهارات الحياتية والوظيفية أثر كبير في تغيير شخصيتي المهنية، فلقد أصبحت شاب يفكر قبل أن ينفذ بعد أن كنت شاب متسرع ومتهور وسريع الغصب، تعلمت كيفية إدارة الوقت وكذلك التأقلم مع العمل الجديد وتحمل الضغوطات .
وبعد كل الخبرات التي اكتسبتها ذهبت لأقدم في الشركات والمؤسسات و أنا واثق من نفسي وقدراتي، حيث صغت الcv الخاص بي باستراتيجية جديدة مختلفة عن قبل التحاقي بالبرنامج و كان أسلوبي في المقابلة مقنع وذلك بإجابتي على أسئلتهم و استفساراتهم.
مؤسسة آزال للتمويل الاسلامي إحدى المؤسسات التي قدمت فيها، وقبلت بعد أن انتهيت من المقابلة بساعتين وبراتب جيد، الشيء الذي جعل أسرتي تفتخر بي فها أنا الآن شخص مستقل ماليا، وبت في نظرهم شخص مسؤول، ما أريد قوله هو لا تيأسوا فلابد للأمل أن يعود، ونصيحتي لكل شاب جامعي ضاع وهو يبحث عن وظيفة التحق ببرامج تنمية المهارات الحياتية والاعداد لسوق العمل, وتحلى بالصبر فمثل ما عاد الأمل إلي، سيعود إليك.